التهاب ملتحمة العين هو مرض معدي ، يصيب الغشاء المخاطي الذي يبطن السطح الداخلي للجفون ويغطى الجزء الأبيض من العين ، وهو إما بكتيري ( تسببه بكتيريا) أو فيروسي (تسببه فيروسات) أو بسبب ميكروب أو نتيجة حساسية العين لمواد معينة.
تحتوي الملتحمة على أوعية دموية صغيرة يمكن رؤيتها كخطوط حمراء دقيقة فوق الصُلبة (بياض العين) ، وعندما تلتهب تعطي مظهراً محمراً للعين ، وعادة ما يسبب التهاب الملتحمة اضطرابات حميدة في العين لا تؤثر على الرؤية، ولكن إذا لم تتم معالجتها بالشكل المناسب قد تتطور وتسوء مسببة مضاعفات سلبية.
ما هي أعراضه؟
الأعراض الأكثر شيوعأ لالتهاب الملتحمة هي احمرار العين، والحكة، والإحساس بوجود جسم غريب أو ما يشبه حبيبات رملية ناعمة، وانتفاخ الجفن، ودمعان العين وخروج إفرازات منها . وقد تشتمل الأعراض المتقدمة على الألم الخارجي عند فتح وإغلاق الجفون، وأيضاً المعاناة من رهاب الضوء، أو تورّم واضح في الجفون، أو الإحساس بوجود جسم غريب في العين.
يعاني الأشخاص المصابين بالتهاب الملتحمة البكتيري من وجود إفرازات كثيفة وسميكة صفراء اللون أو خضراء، تلتصق على الجفون، وعادة تظهر في الصباح عند الاستيقاظ ، إما إذا كان السبب تحسسياً في فتغلب الحكة، بالإضافة لأعراض تحسسية أنفية (كالعطاس، وانسداد الأقنية أو سيلان السوائل)، وأيضاً التهاب القصبات الهوائية (الربو)، أو الإلتهاب الجلدي.
ما العلاج المناسب لالتهاب الملتحمة؟
يعتمد العلاج على نوع الالتهاب ، فالالتهاب البكتيري Bacterial Conjunctivitis يعالج بالمضاد الحيوي الموضعي كقطرة أو مرهم للعين ثلاث إلى أربع مرات يومياً لمدة خمسة إلى سبعة أيام, وعمل كمادات دافئة للعين خاصة قبل استعمال القطرة أو المرهم مباشرة, وإذا أدت الإفرازات السميكة من العين إلى التصاق الجفون في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم، يتم استخدام قطن مبلل بالماء الدافئ ومسح الجفون برفق حتى يزول الالتصاق.
أما في حالة الالتهاب الفيروسي Viral Conjunctivitisلا يفيد استخدام المضادات الحيوية لأن السبب في الإصابة فيروس وليس بكتيريا, عندئذ يتم عمل كمادات باردة على العين لتقليل الانتفاخ والحرقان بها, ويمكن استخدام قطرات الدموع الصناعية, وفي الحالات الشديدة يمكن استخدام قطرات الكورتيزون (الاستيرويد) للعين لتقليل التهاب العين، لكن يجب أن يكون ذلك بالمتابعة مع الطبيب يتم الشفاء بعون الله خلال ثلاثة أسابيع.
وفي حالة التراكوما (السبب يكون ميكروب) ، فإن العلاج يحتاج إلى وقت أطول حتى يتم الشفاء من هذا المرض المزمن ، ويكون على شكل أقراص من المضاد الحيوي التي تعطى بالفم على شكل جرعة واحدة أو جرعتين أو بإعطاء مرهم مضاد حيوي في العين لمدة ستة أسابيع, كما يجب علاج المضاعفات الناتجة عن مرض التراكوما والتي تكون على شكل حبوب في الجفون أو التواء في الرموش أو الجفون مما يسبب احتكاكاً دائماً بقرنية العين وتكوين سحابات وعتامات بها مما يترتب على ذلك من انخفاض في النظر وجفاف شديد في العينين.
وبالنسبةِ للالتهاب الناتج عن الحساسية ، فيكون علاجها كمادات باردة على العين، واستخدام قطرة الدموع الصناعية لتزيل تهيج العين, و أيضاً قطرات مضادة للحساسية، كذلك يمكن استخدام قطرات الكورتيزون (الاستيرويد) لتقليل الالتهاب الناتج عن الحساسية, وفي الحالات الشديدة تستخدم أقراص مضادات للحساسية مضادات الهيستامين ومضادات الالتهابات.
مع العلم أنه يجب مراجعة الطبيب في أي حالة أو نوع من هذه الأنواع في حال استمرت الأعراض كما هي لمدة ثلاثة أيام من بداية العلاج.
الوقاية
أفضل إجراء وقائي هو تفادي التعرض للمواد المثيرة للحساسية. أما إن تعذّر ذلك، أو لم تتخذ الإجراءات المناسبة وظهرت بعد ذلك أعراض وصفيّة، فيُنصح بمراجعة طبيب العيون لطلب الإستشارة.
وهناك بعض الإجراءات التي يجب على الشخص في حالة العدوى بهذا المرض اتخاذها منها عدم مشاركة أي شيء كان على اتصال مع العين المصابة (أغطية الوسادة والسرير، المناديل، قلم الكحل،..إلخ ) ، وكذلك غسل اليدين فوراً بعد أي اتصال أو تلامس مع شخص مصاب بالتهاب الملتحمة ، تجنب إرسال الأطفال المصابين بالعدوى إلى المدرسة، وأيضاً يجب تنظيف الإفرازات التي تخرج من العين مرتين في اليوم ، والحذر من وضع العدسات اللاصقة أو استعمال مستحضرات التجميل.